Abstract:
إذا ورد نصّ بنقل زیادة و نصّ بنقل نقیصة، فهل بناء العقلاء علی تعارض النقلین و تساقطهما، أو علی الأخذ بجانب الزیادة؟ الحقّ الثانی، و تم الاعتماد فی الوصول الی النتیجة على منهج توصیفیّ تحلیلی کما تم الترکیز على تطبیقات المسألة و استشکفاف خفایاها فکانت حصیلة ذلک الوقوف علی شروط جریان أصالة عدم الزیادة و علی صور جریانها الذی یعتدّ بها و لم أجد من تعرض لذلک.
Machine summary:
ومن جملة ما له دخل في ذلک معرفة ما ينبغي فعله عند مواجهة خبر نقل بنحوين يشتمل أحدهما علي زيادة والآخر علي نقيصة نسبية ، وهو بحث تعرض له بعض الأصوليين المتأخرين ضمن أبحاث تعارض الأدلة وجمع من الفقهاء خلال أبحاثهم الفقهية ، و حيث أن الموارد التي تتردد نصوص أدلتها بين الزيادة و النقيصة کثيرة کان البحث المذکور ذا أهمية بالغة ، و بما أن الاصوليين و الفقهاء لم يتعرضوا لهذا البحث بالتفصيل شدة أهميته أقتضت الضرورةالتعرض لما غفلوا عنه قدس اͿ مع اسرارهم و هو شروط جريان القاعدة المذکورة وأهم صور جريانها وهو أمر ضروري لابد منه ، وهو بحث تحليلي توصيفي، والنتيجة التي توصلنا اليها هي القول بجريان أصالة عدم الزيادة إذا احتوي النص المردد بين الزيادة و النقيصة علي الشرائط .
٢. أن ترد الرواية في بابين من کتاب واحد أو في کتابين من مؤلف واحد بزيادة في کتاب أو باب وبنقيصة في الآخر، مثاله ما أورده محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة ، عن زرارة وبکير بن أعين ، عن أبي جعفر قال : «إذا استيقن أنه زاد في صلاته المکتوبة رکعة لم يعتد بها واستقبل صلاته استقبالا إذا کان قد استيقن يقينا» فإنه ورد في الکافي بزيادة کلمة «رکعة » (الکليني، ١٣٦٧هـ، ج ٣، ص ٣٤٨) وفي موضع آخر منه بدون کلمة «رکعة » (نفس المصدر، ص ٣٥٤) (هذا لو أغمضنا النظر عن سائر الاختلافات بين النقلين ، إذ لو اخذت تلک الاختلافات بعين الاعتبار ـ کنقلها عن زرارة وبکير في سند وعن زرارة في السند الآخر، ووجود کلمة «قد» في متن أحدهما وعدم وجودها في الآخر، ووجود کلمة «زاد في الصلاة» في نص و«زاد في صلاته » في النص الآخر، ووجود کلمة «استقبل الصلاة» في نص أحدهما و«استقبل صلاته » في النص الآخر، فلا يبعد اعتبارهما روايتين ، ولعله لذلک أوردهما الکليني (رحمه اͿ) في بابين .